مـرتبطه بـدبله I الجزء الثالث والأخير










**



الـــوداع

بعد ما خلصت سنه خامسه , قرر بابا انه يخدنا معاه الامارات عشان بيشتغل هناك , أول ما عرفت فرحت اوي اني هسافر وهاعيش برا ولما أرجع اصحابي هييجوا يقابلوني وهنوحش بعض والكلام ده كله , الوحيد اللي زعل اوي لما عرف اني مسافره وخلاني انا كمان أزعل وأقلب علي موضوع السفر ده بعد ما كنت فرحانه بيه اوي - هيثم طبعا
تدخلت ماما في الموضوع ووعدته انها هتخلينا نكلم بعض واحنا بعيد وأقنعتني اني أسافر معاهم واتفقنا انا وهيثم نتقابل ولأول مره برا المدرسه عشان نودع بعض ووافقت ماما اني اقابله وروحت اليوم ده وكانت اول مره ابقي في حالة الحزن دي وانا رايحه اشوف هيثم وهو كمان كان زعلان اوي , اتفقنا نروح نقعد علي الكورنيش وفضلنا قاعدين ييجي عشر دقايق قدام بعض ساكتين مش عارفين نقول ايـه وكل الناس اللي ماشيه يبصلنا بإستغراب ازاي في السن ده وقاعدين القاعده دي , كان نفسي اقوم اصرخ فيهم كلهم وانتم مالكم وانتم ايش عرفكم في الحب اساسا , كنت بسخر دايما من اي اتنين كُبار ماشيين في ايد بعض جنبنا وكان نفسي اروح اقولهم انتم فاتكم كتير انكم مبدئتوش من زمــــان بس مش عارفه بقي
بعد عشر دقايق لقيت هيثم بيقولي بصوت منبوح خلاني أدمع : هو انتي هتسافري بجد ؟
قعدت أعيط ومدرتش بنفسي وبدء يمسح بإيده علي وشي ويعيط هو كمان , والناس حوالينا بيبصلنا بإستغراب ومنهم اللي ماشي بيتريق علينا بس مكنتش مركزه معاهم اصلا , وخلص اليوم ده وهيثم اداني هديه تكون ذكري منه , كان حاسس اننا مش هنشوف بعض تاني - كانت الهديه عباره عن ( دبله ) وكانت كبيره عليا بس أخدتها وسلمت عليه وفي اللحظه دي كان نفسي أخده في حضني بس مش عارفه ايه اللي منعني ووصلني لحد البيت وانا ايدي في ايده وماما كانت واقفه في البلكونه وشافتنا واحنا جايين مع بعض كده ولما وقفت انا وهو قدام العماره , قولتله ان انا عمري ما هنساه واني هفضل أحبه طول عمري حتي لو مرجعتش مصر تاني عمري ما انساه ومره واحده لقيت نفسي بسيب ايده وبطلع اجري علي البيت من غير ما أبص عليه حتي , أول ما وصلت علي الباب لقيت ماما مستنياني وخدتني في حضنها أوي وانا كنت مستمره في البكاء , وبعدها سبتها وجريت علي البلكونه ووقفت اتفرج علي هيثم وهو بيبعد كل شويه عن بصري , وماما واقفه جنبي بتهديني ووخداني في حضنها
لما غاب عن بصري قولت لماما بدموع : انا خايفه اوي يا ماما , خايفه ما اشفوش تاني
ردت ماما وهي بتمسح دموعي : ان شاء الله هتشوفوا بعض تاني , اوعدك انك هتشوفيه تاني يا نورهان
وخدتني دخلتني اوضتي ونمت مع اني مكنتش عايزه انام , بس نمت اليوم ده كتير اوي ولما صحيت كنت حاسه اني كنت بحلم , وصلت لمرحلة اني لما خرجت من الاوضه كان بابا وصل وبيحضر في الشنط وجه وخدني في حضنه وطلب مني اني أجيب أي حاجه ماما نسيت تحطها في شنطتي عشان هنمشي نروح المطار بعد ساعتين ونص تقريبا , لقتني بعيط تاني اكتر , طبعا بابا ميعرفش انا بعيط ليه بس ماما دخلت في الموضوع وفضلت تقول قدام بابا اني بعيط عشان هسافر وأسيب أصحابي , فبابا استغرب , فضل يقولي هو انتي مش كنتي فرحانه اننا هنسافر وكده , وجهزنا الشنط ونزلنا روحنا المطار وكان فاضل ساعه علي الطياره
كنت قاعده جنب ماما تايهه ومش حاسه بالدنيا , لحد ما لقتني مره وحده قومت مفزوعه من جنب ماما بقولها ماما انا نسيت الدبله ماما انا مش هسافر لو مرجعتش جبتها , طبعا لا ماما ولا بابا يعرفوا دبلة ايه اصلا , واضطر بابا بسبب بكائي المتزايد انه يخدني بسرعه جدا نرجع البيت جبت الدبله بتاع هيثم ورجعنا المطار تاني لماما , واحنا في الطريق بابا متكلمش , مسك الدبله دي وقعد يبصلها بإستغراب وحس ساعتها وفهم انا ليه بعيط ومش عايزه أسافر , فقالي اديني ايدك , لبسني الدبله الكبيره عليا في صوباعي وقالي ان الدبله دي او اي دبله غيرها مبتروحش غير لصاحبها وقالي :
عارفه الخاتم اللي مامتك لبساه اللي اتجوزتها بيه ده .. كنت جايبه لواحده غيرها قبل مامتك , بس عشان الخاتم ده مكتوب لمامتك , انا اتجوزتها , فهمتي حاجه ؟
طبعا فهمت كان يقصد ايــه , وسافرنا وفضلنا هناك عشر سنين مننزلش مصر , في اول سنه مكنتش طايقه وكل يوم اتخانق مع بابا عشان ننزل مصر , بس بعد فتره بقي ليا اصدقاء هناك وابتديت اعمل حياه تانيه , والسبب اللي خلاني في الفتره دي أكره حياتي , ان انا نسيت نمرة هيثم ومكلمتوش عشر سنين
اقدر اقول ان كل سنه كانت بتمر كنت ببقي احسن , بس عمر ما يوم فات عليا من غير ما افتكر هيثم , يوم اقول نسيني ويوم تاني اقول انا السبب ويوم تالت اقول لسه بيحبني وهيفضل فاكرني زي ما انا فاكره ومرت السنين عليا لـحد ما بابا قرر اننا نرجع مصر تاني بعد عشر سنين من الغياب عن مصر وعن كل اصحابي في مصر وعن الانسان الوحيد اللي حبيته في حياتي - هيثم

الـعوده الي مصر

مكنتش متخيله اني هخاف للدرجه دي لما أعرف اننا هننزل مصر تاني , يمكن كنت خايفه أرجع ألاقي هيثم اتجوز ولا حب غيري ولا حتي ما اعرفش مكانه تاني ولا حتي نسيني , كنت مرعوبه من حكاية نزولنا لمصر دي , لحد اليوم اللي هنرجع فيه مكنتش مصدقه اني ممكن انزل مصر بعد الغياب ده كله وقعدت مع نفسي احضر كلام اقوله لهيثم لو شوفته تاني , ياترا هيكون لسه فاكرني , اللي كان مطمني اني لو شوفته هعرفه او هفكره بيا هي ( الدبله ) اللي من الغريب بجد انها متجيش علي مقاس صوباعي الا في السنه الاخيره دي
كان بابا دايما يتخانق معايا عشان بلبس الدبله دي ويقولي اني كده ببين للناس اني مخطوبه وان مفيش عرسان هيتقدمولي , وكنت دايما ارد عليه واقوله , لو مكتوبلي ألبس غيرها أكيد هيحصل , مش ده كلامك ؟
في خلال يوم واحد كنت قاعده في أوضتي تاني في مصر , مكنتش مصدقه , كنت حاسه اني بحلم بجد كنت حاسه ان انا عايشه حلم طول حياتي ده وخايفه يتحقق , مع اني كنت مستنيه المرحله دي من عمري عشان أحققه , أول ما وصلت ومن غير ما أعمل اي حاجه جريت علي التليفون ودورت علي نمرت هيثم في المكتب بتاعي ولقيتها واللي صدمني اني لقيت التليفون مفيهوش حراره , جريت علي شنطتي وطلعت الموبايل بتاعي , كنت ناسيه اني بقي معايا موبايل اصلا , او يمكن كانت حركه روتينيه اني مكلمتش هيثم غير مـن التليفون ده , اتصلت بالرقم ولقيت الرقم مشغول كنت مرعوبـــه
دورت علي رقم مريم او اي حد من اصدقائي القدام ولحسن حظي لقيت رقم مريم , اتصلت وردت مامتها ومكنتش مصدقه اني انا اللي بكلمها واني رجعت مصر تاني وعرفتني ان مريم برا مع خطيبها فسألتها خطيبها مين ؟ فعرفت انها اتخطبت لعمرو .. فرحت اوي , يمكن عشان حسيت ان اللي بيحبوا بعض من صغرهم مسيرهم يتجوزو , طلبت رقمها ومامتها ادتهولي واتصلت بيها وكنت فرحانه اوي والرقم بيرن , وردت مـريـــم

مريم : ألو .. مين
انـا : ممممممم حزر فزر مين ؟
مريم : ايه يا سلمي مش وقت قفشاتك دي دلوقت
انـا : سلمي مين يا هبله , انتي لحقتي تنسي صوتي , عندك حق مهم عشر سنين برضو
مريم : لاء .. اوعي تقولي انك نورهـان
انـا : طب اجيب حد غيري يقولك ؟
مريم : نورهاااااااااااااان , انتي فين , كده عشر سنين معرفش عنك حاجه
انـا : معلش والله منا نسيت أخد ارقامكم ونسيتها في مصر , وبعدين هتعملي ايه لما تعرفي اني بكلمك من بيتنا
مريم : بيتكم اللي هو فين بقي عشان ما اتخضش
انـا : بيتنا اللي هو بيتنا
مريم : انا جيالك حالا وحشااااااااااااااااااني
انــا : استني بس , انا عرفت من مامتك ان انتي وعمرو اتخطبتوا صحيح الكلام ده ؟
مريم : ااااااااه هو معايا اهوت تخدي تكلميه ؟
انـا : ياريت

عمرو : ازيك يا نور ليكي واحشه والله
انـا : ازيك انت والله انتم أكتر
عمرو : انا هوصل مريم ليكي بقي وبكره ان شاء الله هاجي معاها اسلم عليكي ماشي
انــا : لاء طبعا تييجي معاها انتو واحشني اوووووووووي وبعدين مبروك ع الخطوبه يا سيدي معلش جت متأخره
عمرو : الله يبارك فيكي , متتخيليش احنا فرحانين قد ايه برجوعك , بس اوعي تكوني جايه اجازه وراجعه تاني
انـا : اجازه ولا مش اجازه المهم اني هشوفكم , وبعدين اطمن يا سيدي انا قاعده علي قلبكم علي طووووووول

بعد ساعه وصل عمرو ومريم للبيت وخدت مريم في حضني بعد الفتره دي كلها وقعدنا نعيط, باين ان العياط ده مكتوب عليا في الحزن والفرح , مكنتش مصدقه اني شوفتها تاااااني ولا هي كانت مصدقه , طلبت منها انها تبات معايا الليله دي واتصلت بمامتها ومامتها وافقت وبعد ما سلمت علي عمرو وقعد معانا شويه استأذن انه يروح وبكره هيعدي علينا وبعد ما ماما عملتلنا العشا التمام دخلت انا ومريومه ننام وطبعا مفيش نوم , في رغي ونميمه للصبح اصلا ..
لحظت مريم الدبله في ايدي وسألتني بلهفه لو كنت اتخطبت ؟ فقولتلها طبعا لاء وقولتلها ان دي دبلة هيثم , قالتلي بغرابه هيثم !! وعرفت منها قصة حياته من بعدي وانه خلص السنه دي الكليه وبيحضر في ورقه انه يسافر الامارات طبعا عشان يدور عليا , بعد ساعه من الكلام عن هيثم وعن حياتي في الغربه وانا بعيده وازاي احساسي كان الاول وازاي رجع تاني دلوقت بعد ما كان اتبلد شويه وافتكرت صحيح اني أخد رقم هيثم منها واتصل بيه فقالتلي مش معاها بس قالت انها تتصل بعمرو ونخدو منه
اتصلت بعمرو وانا قاعده في مكاني حاسه بخوف شديد وبفرح غريب في نفس الوقت وجابت الرقم واخدت الرقم واتصلت بــــ هيثم أخيرااا

هيثم : أيــوه
انــا : مساء الخير
هيثم : مساء النور
انــا : ازيك يا هيثم
هيثم : الحمد لله , مين ؟

لقتني مش عارفه اقوله ايــه , نبرة صوته وهو بيرد عليا مع انه ميعرفش انا مين حسيت فيها بألف عتاب بيقتلني اومال لو عرف ان انا نورهان ايه اللي هيحصل , مريم لاحظت اني سكت فلقيتها بتخبط عليا وبتوشوشني :
ــ ما تردي يا هبله انتي
وطبعا انا ولا هنا , بعد شويه وهيثم لسه قاعد يقول مين مين ورد ياللي بتتكلم , جيت اقوله ان انا نورهان لقيت صوتي راااااااح فقالي هـــا مين مسمعتش
ــ انــا نورهان يــا هيثم

هيثم : وانا هيثم يا نورهان اهلا بيكي , نورهان مين ؟

فضحكت وقولتله : اهلا بيك انت , انا نورهان اللي ..
لقيته قاطعني : نورهان اللي كانت معايا في المدرسه ؟
انــا : اه
هيثم : انتي لسه فكراني ..
انـا : ليه بتقول كده , انا وعدتك اني عمري ما هنساك
هيثم : بس موعدتنيش انك مش هتسيبيني انسي
انـا : تنسي !! !!

لقيت هيثم بيرد بصوت واحد بيعيط : انتي كنتي فين .. نورهان انتي كنتي فين
والظاهر ان مكتوب عليا اني اعيط كل مره فلقتني بعيط وبقوله : انا أسفه أنا أسفه

لقيت مريم حضنتني وبكت هي كمان معايا , اديتها الموبايل تكمل المكالمه لاني مابقتش قادره , حسيت اني انكسرت من كلامه , حسيت اني اتسببت ولو للحظه انه ينساني , مكنتش حاسه بحالي بعيط وبس
مريم ردت عليه وقالتله اني لسه واصله من السفر وأول ما جيت دورت عليه وكلمته وانها مكنش في ايدها حاجه وطلبت اني اقابله بكره , فوافق وروحت تاني يوم قابلته , يمكن لما شوفنا بعض تاني نسينا اننا متكلمناش من عشر سنين , يمكن بقينا نحس بعض الخجل من بعض , كان نفسي امسك ايده زي زمان بس مقدرتش حسيت ان الفتره دي فعلا بعدتنا عن بعض مكنتش مسافة سفر بس دي مسافة احساس كمان
لما شاف الدبله في ايدي مد ايده ومسك ايدي وسألني : لبستيها امتي ؟
انــا : السنه اللي فاتت بس
هيثم : ياااه
انـا : ايوه بس كانت دايما معايا , بس مجتش علي مقاسي غير السنه اللي فاتت بس

مر اليوم ورجعنا شويه من احساسنا بتاع زمـان , ورجعنا نتكلم تاني كل يوم ع الموبايل , وواحده واحده رجعنا زي الاول واكتر وطلب انه ييجي يطلبني من ابويــا فوافقت وقولت لأمي وأخدت ميعاد من بابا وعرفت هيثم بيه , وليلة اليوم اللي هيثم كان هييجي فيه دخل بابا عليا وطلب انه يتكلم معايا , مش فاكره قال ايه بس كل اللي فكراه انه سألني
ــ هل الدبله دي بتاعت اللي جاي يتقدملي بكره ؟
قولتله اه , فقالي , شوفتي ان محدش بيلبس دبله مش بتاعته

لما وصل هيثم تاني يوم كان جاي لوحده , قعد في الصاله وماما قعدت معاه يتكلموا كتير وانا جوه مع بابا عشان بيلبس , قاعده أسربع فيه عشان يخلص وقاعده أتوسل اليه انه يوافق وهو كان شكله مبسوط يعني انه بيحققلي طلبي بس كان بيغلس شويه ويقولي لاء لو مجبلكيش مش عارف ايه عربيه بكذا وشقه بكذا مش هوافق وانا طبعا اتعصب فلما يشوفني زعلت يقولي خلاص يا ستي هوافق ولما خلص لبس حضني وقالي خليكي فاكره ان الدبله محدش بيلبسها غير صاحبها , ومش معني اني هوافق علي هيثم ان الدبله دي بتاعتك
وخرج بابا قعد مع هيثم يتكلموا شويه وبعدين ندهني ولما قعدت استغربت ان هيثم لسه مقلش البوء بتاع العرسان دول اللي انا طالب ايد مش عارفه ايه والحجات دي وفي لحظه :
هيثم : عمي انا طالب ايد نورهان بنت حضرتك تكون زوجتي وشريكة عمري
بصلي بابا بإبتسامه كده وقااله : بص يا هيثم , انا لازم أخد رائي نورهان وطبعا ده مش هيكون قدامك , فأنا أفضل اننا نتقابل يوم كذا وييجي معاك والدك ووالدتك ونكون أخدنا رائي نورهان , وتجيب معاك دبلتين عشان لو موافقه نلبس دبل علي طول , عموماً هاتعرف ايه المطلوب قبل ما تيجي

طبعا انا اتنرفزت الصراحه بس هيثم أخدها بصدر رحب وابتسم لما سمع كلمة ( دبلتين ) وبص لإيدي , أظن أول مره تحصل في التاريخ ان بنت قاعده قدام اللي بيطلب ايدها وهي لابسه دبله اصلا , بس مش مشكله وجه في اليوم المحدد هيثم وأسرته وتمت الخطوبه السعيده علي خير , واستمرينا مع بعض سنتين ثم حدث ما لم أكن أتوقعه


الـفراق

عشت أجمل سنتين في عمري وانا صغيره مع هيثم وافترقت عنه بسبب السفر , ولما رجعنا تاني عشنا أجمل سنتين في عمرنا بعد ما اتخطبنا وبقينا لبعض , بس فضل كلام بابا يرن في ودني ان محدش بيلبس دبله غير لو كانت مكتوباله , وجه البعاد والسفر تاني يكون سبب فراقنا , بعد ما جه هيثم في يوم وقالي انه هيسافر امريكا يشتغل ويكمل دراسته هناك ولما طلبت منه بعد ما الطرق كلها انسدت اننا نتجوز ونسافر مع بعض رفض .. معرفش ليه رفض بس كان دايما يقولي في الفتره الاخيره انه نفسه يهج من البلد دي ونفسه يخرج منها وميرجعش تاني وحجات كتير من هذا القبيل
في عشرين يوم بس , اتفاجئت بهيثم بيقولي انه مسافر بكره , وانه استناني عشر سنين وانا برضو لازم استناه وكمان هنتكلم كل يوم برضو وحجات من دي , بس انا كانت جوايا حاجه بتقولي ان المره دي مفيش رجوع , وفضل كلام بابا يرن في ودني كل ما اكلم او اشوف او افتكر هيثم , ســافر هيثم من غير ما اعرف ازاي ولا ليه ولا فاهمه حاجه لحد دلوقت ..
بقيت مستغربه !! هو ممكن قصة حب تاخد وقت كبير علي ما تحصل ووقت أطول واحنا مبسوطين مع بعض وبنحلم لبعض وببعض وتنتهي في عشرين يوم !
ايه اللي حصل لكل ده ! كنت مصدومه من طريقة هيثم اللي اتحولت فجأه لما جتله فرصة انه يسافر بره مصر وكان متحمس ليها وشاريها ولو حتي يبعني انا  شخصياً عشانها !
كنت مستغربه اننا مخطوبين من سنتين ! وبابا عمره ما خنقه في طلبات ولا عمري اتشرطت عليه هاتلي ووديني واشتريلي واصحابي وقرايبي , انا طول عمري شايفه دبلة هيثم اغلي من كل الدهب اللي في الدنيا , والمشي معاه امتع من القاعده في اغلي الاماكن والشقه الصغيره اللي كنا هنتجوز فيها كنت شيفاها قصر ! كنت حاسه ان الوسع والبراح في القلب مش في حجم الشقه ! ورغم ذلك باعني !
باعني وقرر يسافر ويجهز كل حاجه من غير حتي ما يشاركني التجهيزات دي , مش قادره اصدق اني عشت سنتين مع هيثم بنجهز للجواز وبنشتري حجات وبنظبط في الشقه وهو بين يوم وليله يسيب تجهيزاته دي ويركز في تجهيزات السفر ويفاجئني انه مسافر !
صحيح بيكلمني كل اسبوع مره او حتي مبيتكلمش خالص لشهر واتنين , بس لسه برغم اني اتأكدت اني مش هبقي لهيثم تاني بفرح لما بكلمه برضو , الظاهر اني لسه هبله , ومش عارفه اعمل ايـه ومش عارفه سبب رفضه اننا نتجوز ونسافر مع بعض , وبيرفض موضوع الجواز من اساسه قبل ما يخلص دراسه ويكون نفسه ويرجع من امريكا , مش عارفه هيرجع امتي , بقاله سنه ونص , يمكن تبقي سنتين ؟ تلاته ؟ خمسه ؟ وسني بيكبر ! واصحابي اتجوزوا ! وانا حافظت علي هيثم جوايا من صغرنا لحد ما بقينا مع بعض .. بس الخيبة الكبيره اني النهارده اللي بحاول وبحارب احافظ عليه وهو مابقاش يتعب نفسه لحظه , زي ما يكون ضمن وجودي فـ رماني وسافر وهو عارف انه هيرجع اي وقت يلاقيني قاعده مستنياه !
مرضيش اني اسافر معاه عشان المصاريف هناك غاليه ! رغم ان بالوقت ومن كلامه حياته اتحسنت كتير وبيعمل فلوس كويسه , مرضيش اني اسافر حتي وانا اللي اتكفل بكل مصاريفي هناك واشتغل زيه !

بابا حب مره ينصحني , وقالي مش قولتلك ان الدبله بتروح لصاحبها , متزعليش
قولتله مش زعلانه , ودي دبلتي , في فرق كبير بين هيثم اللي عنده 10 سنين وهيثم اللي عنده 24 سنه , حتي لو هو محسش التغيير الكبير ده انا حساه انه اتغير معايا .. هيثم كان بيعيط بالدموع عشان نكون مع بعض , ولما جت الفرصه اننا نتجوز خلاص ! هيثم زيه زي اي انسان بيفرح بلعبه في ايده لما يلاقي الموضوع قلب جد , بيهرب بأي طريقة !
لسه بحبه ولسه لما بيكلمني بقوله انا بحبك .. بس انا من جوايا ببكي لاني عارفه ان كل اللي بقوله ده مابقاش له مكان علي ارض الواقع , واني متأكده ان قلب هيثم اتغير , واني انا كمان مش هنسي اللي عمله وحتي لو ضحكت في وشه وكملت معاه , مسيري هعمل فيه اللي عمله فيا دلوقت , اللي يحسه انه اتباع ومكنش يستاهل ده , عمره ما بيكون انسان طبيعي تاني ع الاقل مع الشخص اللي باعه !
من يومين واحنا بنتكلم لقيته بيقولي ان في خلال سنتين بيخطط لما ينزل مصر يفتح مكتب ويعمل شغل معين فـ سكت شوية وقولتله دي اهم حاجه في مصر عندك ؟
قالي وبسرعه جداً طبعاً يابنتي انتي بتقولي ايه دي فكرة بملايين !!
ولما لقاني سكت ومابقتش قادره اتكلم حس ورجع يفكر في اللي قاله وقالي ده طبعاً واحنا مع بعض ما احنا هنتجوز !
ودي كانت اول مره احس بقرف وخانقه وتوهه وما افرحش لما اسمع هيثم بيقول هانتجوز !
كمان دي كانت اول مره اقفل في وشه السكه !
واول مره اكتب ..
واول مره اندم ..
واول مره أفهم ..
واول مره أكره ..
أنا كرهت هيثم .

نورهان اللي عرفت هيثم زمان واللي اتخطبتله من سنين وقعدت استحملته كانت بتحب بشكل عمره ما هيلاقيه في غيرها , نورهان اللي بتكتب دلوقت كرهت بشكل عمره ما هيتخيله , نورهان اللي اشترت زمان واتباعت دلوقت , قررت تكتب القصه علي ورق وتطلع اللي جواها في كلام عشان ترتاح ولو زعلت في يوم ترجع تقرأ الكلام ده وتعرف انها مظلمتش حد !
رغم اكتئبها كتبت فيه احلي كلام وادته حقه بينها وبين نفسها , لكن هو ضيع كل حاجه !
انا دلوقت اول مره اقلع دبلة هيثم !
مقصدش دبلة الخطوبة لان دي انا قلعاها من اول ما هيثم سبني وسافر !
اقصد الدبلة الاولي اللي عمري ما شيلتها من ايدي ..
انا استاهل أتحب أحسن من كده !
مش عايزه حد أحسن !
لكن عايزه أتحب أحسن !
تفرق كتير ..
كتير اوي
يمكن هيثم بتاع زمان كان جايز يفهمها , لكن هيثم دلوقت مابقاش يفهم حاجه !
في الاول وفي الاخر انا كنت مرتبطة بالدبلة اللي جبهالي واحنا صغيرين ..
كده كده هيثم عمره ما كان موجود معايا !
ولما بقي موجود باع وسافر ومفكرش ياخدني معاه او حتي موضوع جوازنا بقي شاغله اساساً
النهارده انا بفركش ارتباطي بالدبلة ..
وما اعتقدش هيثم هايقدر يعمل حاجه تاني يقنعني اني ألبسها ..
زي ما انا بدأت أشوفه فجأه واحنا صغيرين منور وحبيته رغم معرفتي بيه قبلها بسنين ..
انا كمان دلوقت فجأه شوفته مطفي , وماينفعنيش ..
والحته اللي كان بيلعب بيها بقاله كتير معايا ويخوفني اكون لوحدي واني اقابل حد تاني يتقبلني ويقبلني ويفهمني ويتحملني زيه !!
مابقتش موجوده ..
لان لاول مره اشوف وأعترف ولو حتي بيني وبين نفسي , ان هيثم ولا اتحملني ولا فهمني ولا قبلني .. هيثم كان مسحور بحبي له بالقدر ده !
لكن لما لمس الحب ده ومسكه في ايده ! بقي خلاص مابيأثرهوش ..
وانا مش ضعيفه عشان اتكسر .. حتي بقصة حب عاشت السنين دي كلها ومن الراجل الوحيد اللي حبيته في حياتي !
هتعب ! اه اكيد هتعب .. لكن انا أستاهل أكمل حياتي في دايرة تانيه خالص غير الدايرة اللي هيثم كان حابسني فيها أو انا كنت مساعداه يحبسني فيها !

زي ما صدقت حبي لهيثم
صدقت اني بكرهه وانه مايتحبش 😊





**


انتهي 









0 عايز تقول رائيك؟:

مازلت عايش في الحياه بكيفي